الرئيس بري أصرَّ على لبنان دائرة انتخابية مع النسبية

في الحوار الذي دار بينه ووفد نقابة المحررين برئاسة النقيب ملحم كرم


 

استقبل الرئيس بري بتاريخ 3/2/2005 وفد نقابة المحررين برئاسة النقيب ملحم كرم.

 

بعد اللقاء، قال النقيب كرم أن الرئيس بري كان إستهل اللقاء بالحديث عن الشأن المحلي قائلاً:

"-لم يحصل تجرؤ خارجي على لبنان في يوم من الأيام إلا بسبب التسرب في الثقوب الداخلية، لا التسريب.في المسألة الداخلية، كنا ولا نزال في الطليعة الساعين الى ترسيخ النظام البرلماني الديموقراطي والإنتقال من السلطة الى الدولة، وما حال دون ذلك هو موقف بعض المعارضين اليوم الذين شكلوا تارة رأس حربة في الموالاة وطوراً رأس حربة في المعارضة، ولعبوا دائماً وخصوصاً في الفترة الأخيرة على الحبال الدولية وفقاً لمصالحهم".

 

وذكر بطروحات المعارضة مطالبا ً,

أولاً :الغاء خدمة العلم"

ثانياً :انتخاب المجلس الدستوري

ثالثاً :انتخاب المجلس الوطني للإعلام والمطلب الأساسي هو السيربالقضاء لأنه قيل ان المطلوب هو تمثيل الحقيقي للشعب. ذلك رغم أنني كنت أقول دائماً انني مع لبنان دائرة واحدة أو محافظات الأكثرية. وقلت انني مع المحافظات والنسبية.

إن التمثيل الحقيقي الذي نص عليه الطائف وما كانوا يتكلمون به هو التمثيل النسبي. تكلمنا على التمثيل النسبي فعدلوا ولم يعودوا يتكلمون به، وأصبحوا يتكلمون على القضاء. وأحد مطالب المعارضة الأساسية، بذريعة جمع الشمل، إعادة العماد ميشال عون. وهنا،بين هلالين، كان الخطأ اساساً إخراجه من لبنان، ولا أحد يستطيع أن يزايد عليّ في هذا الموضوع لأنني كنت وزيراً آنذاك وصوت ضد القرار. ومن مطالب المعارضة أيضاً العفو عن الدكتور سمير جعجع لكي يجتمع الشمل، ويقال انه حصلت فعلاً مصالحة وطنية. ثم تطورت الأمور وصاروا يقولون ان هناك تدخلاً من الأمن في لبنان، وتدخلات أمنية مما سموه الأمن المشترك السوري- اللبناني، وانهم يريدون أن تكون العلاقات سياسية. وسألوا أيضاً لماذا لا تفتح سفارات، وطالبوا ايضاً بعلاقات عبر الخارجية والطرق الديبلوماسية إضافة الى الإنتشار السوري".

 

وفند الرئيس بري هذه المطالب والمواقف منها. فقال بالنسبة الى :

خدمة العلم " أقررنا في المجلس إلغاء هذه الخدمة بعد سنتين. ولكن أدرجنا في القانون إعفاءات كأننا الغينا خدمة العلم من اليوم. جوفنا القانون، وتمنينا على رئيس الجمهورية عدم رده، لا جزاء ولا شكوراً لأن هذا الأمر جزء من الواجب، ولأننا رغبنا في أن تفيد هذه المسألة. لكنها لم تفد بالشيء اللازم".

 

أعضاء المجلس الدستوري: "إننتخبناهم. واليوم نسمع مطالبه باستقالة القضاة. كيف ذلك. فإما أن نأتي بقضاة على مزاجهم وإما أن يقال أن هذا القضاء ليس جيداً. هذا تطاول على القضاة الذين انتخابهم، وقد يكون للبعض ملاحظات. لكنني لم أسمع في حياتي، وأنا وزير العدل سابقاً والمحامي، أن ثمة من قال يوماً عن أحد هؤلاء القضاة الثلاثة: نصري لحود وحسن الحاج وأمين حمود، أن واحداً منهم، لا سمح الله يرتشي، أو أن معلوماته غير صحيحة. فليقولوا كلمة واحدة لنتمسك بها: الحمد لله أن لبنان زاخر بالقضاة الكبار، ولكن حرام أن نشوه كرامات الناس وكفاياتهم ونزاهتهم."

 

المجلس الوطني للإعلام :" لبنان طول عمره مركب على هذه الحال وأنا ضد هذه التركيبة. ولكن هناك توزيع حصص طائفية وعندمل تبدأ التوزيع لا تستطيع أن تنتهي. فهو مثل أم أربع وأربعين. وقد تكلمنا في أول الجلسة وقلنا أن في كل طائفة طاقات، فهل ترغبون في إنتخاب كل مرشح لطائفة على حدة ؟ فالطائف ينص على ذلك، أي الدستور، وهذه المراكز هي فئة أولى والدستور ينص على المناصفة في الفئة الاولى. وقلنا لهم هل ترغبون في انتخاب مرشح كل طائفة على حدة ؟. فأخذوا يزايدون علينا. يزايدون على ابن مكة في اتجاه القبلة. وقالوا اننا نريد ان ننتخب على اساس الكفاية. المهم انه جرت انتخابات المجلس الوطني للاعلام ووقعت الطامة الكبرى لأن إثنين فازا من طائفة واحدة. طبعاً ,هذا الامر حصل بانتخاب. فما العمل ؟. حاولت ان اتدارك هذا الموضوع ولا ازال , واتصلت فوراً بفخامة الرئيس لحود وبدولة الرئيس كرامي وقلت بتعيين امين عام دائم للمجلس. فقيل ان الامين العام لا يصوت. واجبت ان المجلس كله لا يصوت لان صفته استشارية, وقد اشار النائب غازي العريضي الى ذلك في المجلس وكان لدي اقتراح في الاساس. فإما وزارة الاعلام واعطاء المجلس الوطني الصلاحيات كما في الحال في فرنسا وقطر وما بينهما, وإما الغاء المجلس الوطني للاعلام. طرحت الامر وكان الوزير آنذاك الاستاذ العريضي وتكلمت معه ومع فخامة الرئيس. وقلت لماذا الاتيان بمجالس من دون طائل؟. فأما ان يكون مجلس وطني للاعلام مع صلاحيات, وإما ان تبقى الوزارة. وقد ابقوا المجلس وساروا بالانتخابات. ولاحظتم انهم عينوا خمسة اعضاء في مجلس الوزراء قبل انتخاب الخمسة الآخرين في مجلس النواب. اذاً، هذا المطلب للمعارضة تحقق ايضاً. اما بالنسبة لقولهم ان هذا المجلس جاء للموالاة والمخابرات , فإذا كان جميع هؤلاء الاعلاميين الذين يأتون تابعين للمخابرات واذا كانت المخابرات قادرة على ان تدخل على افراد من الاعلاميين يملكون هذا الثقل , فهل نقتل انفسنا ؟."

 

القضاء والمعلم : " في ادبياتي السياسية. هل لأن نبيه بري وحركة "امل" يخافان القضاء ؟. سأظهر لهم غداً. لكني غيرت موقفي اليوم. ليت القضاء يبقى لنرى هل سيحصل تغيير. تكلموا على جزين , وكنت اتمنى ان هناك محافظات في كل لبنان ما عدا جزين , فتكون قضاء , لاثبت ان لا فارق على تراب الجنوب بين لبنانية طائفة ولبنانية طائفة اخرى. ناديت بالمحافظة مع النسبية من اجل حسن التمثيل. وهناك احزاب وجهات تطالب بذلك. حتى المعارضة داخل المجلس وخارجه تعترف بأن لا احد يستطيع المزايدة في موضوع النسبية , لكنها تقول انها عملية معقدة  رأيتم كيف ان الجو العام و مجلس الوزراء , رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة , ساروا بالقضاء. لست الوحيد الذي ضحيت , فالرئيس عمر كرامي مع الدوائر الوسطى وقد قبل بالقضاء. والوزير فرنجية كان دائماً مع الدوائر الكبرى وسار بالقضاء , وفي الاساس لنتذكر , من كان مع القضاء ومن الذي خرب واحدث هذا الشرخ في قوانين الانتخاب وجعل الناس يقاطعون المرتين الاولى والثانية. لنذكر لعل الذكرى تنفع. في المرة الاولى محافظات واقضية , وفي العام 1996 كانت هناك 10 دوائر انتخابية. لماذا ؟ الجنوب كان محافظة واحدة , وكانت بيروت محافظة واحدة ما عدا جبل لبنان الذي كان دوائر على اساس الاقضية. لماذا ؟ وقيل له : " كرمى لوليد جنبلاط " فأجاب " كرمى للذي قلتموه انتم ولم اقله انا ". واضاف :" عام 2000 حصل الامر نفسه, وكنا نعرف ان هذا المطلب هو مطلب المعارضة وسرنا مبدئياً بالقضاء الى اليوم صباحاً. بين ليلة وضحاها احسست, وكنت سعيداً ان الجنرال عون على وشك أن يكون في الطائرة, وبدأ الكلام على موضوع متعلق بالدكتور سمير جعجع ووصلنا الى الكلام على الامن والقيامة القائمة. وفي ضوء ذلك رفع السفير وليد المعلم الذي كان مندوباً لسوريا لدى الامم المتحدة الى منصب نائب وزير الخارجية, واتى الى لبنان مرتين وقال انه لا يفرق في اتصالاته بين واحد وآخر. اي انه قابل المعارضة وغير المعارضة. وايضاً التقى النائبين نسيب لحود وبطرس حرب , وقد سار بهذا الموضوع وإذ يتم التركيز في هجوم على السفير المعلم وتحركه. فلقد كانوا يطالبون بعلاقات تتجاوز الامن ثم جرى التركيز بالهجوم على المخابرات السورية في عنجر , ثم بعض الضباط الذين اعرف ويعرفون انهم قاتلوا واصيبوا. المرة السابقة تكلمت مع العميد الركن رستم غزالة وهذه المرة اقول ان العميد جامع جامع الذي تكلموا عليه اصيب معنا اثناء الاجتياح الاسرائيلي. اذا كانوا ينسون الاسماء فيجب ان لا ينسوا الدماء. لا أريد ان ادخل كثيراً في هذا الموضوع. ما هي القصة ؟ الامر منتهى في البساطة. اريد ان انبه اذا استمر الامر كذلك , واذا صدر القانون على اساس القضاء فإن التمزق سيصبح اكبر. نحن مع لبنان كله دائرة انتخابية واحدة ومع النسبية ولم نعد نقبل بالمحافظة. سبق ان ذكرت في مجلس النواب انني اسير بالقضاء اذا كان الجو توافقياً , اما الان فإنني اصر على جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة مع النسبية فإذا فازوا علينا ديموقراطياً فانا اول من يؤدي التحية , وإذا فزنا سيؤدون التحية. اقول، فلنتق الله في وطننا. ما يحصل ياخذ البلد نحو الفتنة. لا اهدد ولكن لا يجوز ان يصل قانون الانتخاب , مهما كانت اهميته , الى ما وصلنا اليه. في كل الاحصاءات ايا يكن القانون ستحصل المعارضة على نحو 50 او 60 نائباً ونحن لم نفعل اي شيىء الا من اجل لم الشمل. ربما تقول من اجل غبطة البطريرك , اقول نعم , ولم لا ؟ قد يكون من اجل عون ومجيئه , فأقول لم لا ؟ لا احد يغفل للحظة ان القضاء يعطي بين خمسين وستين لا بل بين خمسة وخمسين وستين، نائباً للمعارضة. هذا يعني نصف المجلس , ويعني اننا نحرص على ان يأتي كل الناس الى المجلس ". وعن تقسيم الدوائر في بيروت قال الرئيس بري  في صحيفة الرئيس الحريري لو كنت مكانه لتمسكت بموقفي من وحدة العاصمة. وسأل هل نبقى متحالفين مع سوريا ام نكون في خدمة اميركا واوروبا والاستعمار كله في العالم ؟ هذه هي المعادلة وهذه هي المقايضة التي يضعون الشعب اللبناني امامها. إما ان تخاصم سوريا وإما ان تكون بشكل او بآخر حليفاً لاسرائيل ".

العطاء ليس ضعفاً

 

وقال الر ئيس بري " اعتقد البعض ان كل عطاء ضعف منا وان الدولة انهارت وسوريا انهارت وانهار العالم كله من دون ان يصنفوا ذلك العطاء في خانة التضحية والمعاناة وإن في الكواليس. نحن نقبل ان ننهار لهم لان البلد يبقى قائماً ولكن لا نستطيع الانهيار للاوامر التي يتلقونها , انا لا اهتم لكن اقرأ , هم قالوا بالامس " الرياح التي تؤاتينا خارجية. بالامس الكلام الذي وجه الى السفير المعلم ورستم غزالة وجامع جامع وسوريا وكل الناس قرأته وكان مبهماً , ولكن اليوم نقرأه ومن دون ترجمة من ساترفيلد الذي يقول كل التحركات السورية والاتصالات لم تعد تقنعهم , وما يقنعهم هو تنفيذ القرار 1559. اولاً , ولن اتحدث الا عن اولاً وثانياً وثالثاً وعاشراً , ان مزارع شبعا يمنع عليكم المطالبة بها , ويعني انه ممنوع مقاتلة اسرائيل , وليس هناك مقاومة. ان مزارع شبعا ليست لكم. انا اول من تحدث عن مزارع شبعا , لانني ابن الجنوب ومن ادبياتي , عندما كان الجنوب محتلاً ان اتحدث عن كفرحمام بنت جبيل والخيام وعين ابل وعن مزارع شبعا , واقول لاهلنا تحت الاحتلال انتم المقاومة ونحن ظل المقاومة , انتم الماء ونحن سراب الماء , وهذا الكلام عمره عشرات السنين. مزارع شبعا اذا لم تكن لشبعا ولبنان وصلنا الى القول " مريم بنت عمران مَن ابيها ".   

بالامس قال وليد المعلم , وهو مسؤول في الخارجية , ان المزارع لبنانية , لكنهم يطالبون بترسيم الحدود. اذ ذاك لا ضرورة لذلك , فهي لنا , ونأخذها. هل نستطيع الوصول الى هناك لترسيم الحدود , يريدوننا ان نتعاطى مع اسرائيل بأي ثمن من الاثمان في هذا الامر ". وأضاف: "الحقيقة اننا نعمل في السر والعلن لنحقق ما كنا نعتقد ان بإزالته يمكن توحيد الصف. ولكن وجدنا العالم يرى في ذلك ضعفاً وتدحرجاً. لا يعتقدن احد ان من لم يخف يوماً من اسرائيل سيخاف اليوم ويعطيها في السلم ما لم يعطها في الحرب. اقول لكل الاخوة في الموالاة والمعارضة ان يتقوا الله في هذا الوطن , فهو وطنهم , فإذا كان هناك تجمع اسمه " البريستول " أو " الكومودور ", فهناك تجمع في كل بيت في لبنان اسمه تجمع البيت اللبناني الواحد."