الرئيس بري عقد لقاءً مطولاً مع رئيس الحكومة السنيورة وعرض معه التطورات وبالأخص مبادرته إلى مؤتمر حواري في مجلس النواب


استقبل الرئيس نبيه بري بعد ظهر الجمعة 30/12/2005 في عين التينة، الرئيس فؤاد السنيورة على مدى ساعتين تخللهما غداء عمل، وقال السنيورة على الأثر: الحديث كان ممتعاً، لا شك أن الجلسة مع دولة الرئيس نبيه بري مفيدة ومنتجة دائماً وقد تداولنا في كل المسائل التي تشغل بال الصحافة ووسائل الإعلام والمواطن، والواقع أن الحديث تطرق إلى مجمل الأمور، ونحن نرى أن الوضع يجب أن نعيده إلى ما ينبغي أن يكون عليه، نحن محكومون بالاتفاق وسنتفق ولن نختلف لأن هناك مصلحة للجميع بأن نكون على وفاق، وبالتالي المطلوب منا جميعاً اليوم ان نطفىء المحركات، وبالتالي لا يعود عند وسائل الإعلام زبائن كثر، ولا تتزود بتصريحات كثيرة، ولذلك هذا الأمر مطلوب منا.

أضاف: غداً نودع عاماً ونستقبل آخر، نودع عاماً كان مليئاً بأحداث جسام وبمآس تعرض لها لبنان وخسرنا أصدقاء وقيادات وأشخاصاً لهم باع طويل في العمل العام وفي الصحافة وفي الأدب والفن. الواقع كان في هذا العام أيضاً إنجازات على صعيد دخول لبنان مرحلة جديدة من حياتنا بعد ثلاثين عاماً من المآسي التي خضناها، لا شك اننا نستقبل العام الجديد وأنا أود أن انتهز هذه المناسبة لأعيد اللبنانيين، وان شاء الله نشهد نهاية هذه الفترة من المآسي والأحزان، ونستقبل العام الجديد إن شاء الله بأمل وبإرادة، على أن نعمل جميعاً لأن يسود هذا العام الجديد مزيد من الجهد ومن الرغبة الحقيقية في ان نعالج كل المسائل دائماً بالأمل، والوصول إلى نتيجة بالتشاور وبالحوار، وبرأينا يجب علينا أن نحترم مؤسساتنا وقوانيننا ودستورنا، ما أقصد أن أقوله انه علينا أن ندرك الآن جميعاً كلبنانيين انه لا بد أننا سنتفق، لأن كل واحد منا يرى الأمر ربما من زاوية معينة ويحللها من زاويته، نحن دائماً في لبنان علينا أن نتبع سياسة التفهم المتبادل الذي يوصلنا في النتيجة إلى نتائج طيبة".

سئل: هل أطلعتم على بيان قيادتي حركة "أمل" و "حزب الله"؟

أجاب: "اطلعت على كل شيء".

سئل: "على أي أسس؟"

أجاب: "علينا أن نتطلع دائماً كيف يمكن أن نصل إلى توافق بين جميع اللبنانيين، في كل أمر أن نجعل هدفنا الوصول إلى توافق بين جميع اللبنانيين، خصوصاً أن طبيعة الأمور تقتضي التوافق، هناك أمور أخرى يجري مثلاً حولها الخلاف وهذا أمر صحي وبالتالي نلجأ إلى المؤسسات للوصول إلى نتيجة".

سئل: هل هذا يعني انه لا يوجد الآن استقالة؟

أجاب: "ليس هناك من استقالة، ولن نقبل بالاستقالة، الجميع مرتضون انه في النهاية سيقفون وسيتكلمون مع بعضهم البعض، وبالتالي يتوصلون إلى توافق، أريد أن أؤكد للبنانيين جميعاً، ممنوع أن نصل إلى خلاف، من يمنعنا؟ نحن يجب أن نمنع أنفسنا أن نصل إلى خلاف".

سئل: هل هناك طرح لصيغة ثالثة، وهل موقف "حزب الله" متطابق مع ما سمعتموه من الرئيس بري؟

أجاب: "علينا آن نعرف أن الحوار بيننا سيستمر، علينا أن نطفىء المحركات ونهدأ ثم نعود للتفكير بهدوء وبرؤية أفضل، وحكماً سنصل إلى ما نريد".

ورداً على سؤال قال: "علينا أن نتطلع إلى الأمور بهدوء فنرى حتماً أن هناك مخرجاً".

ورداً على سؤال آخر قال: "عندما نريد أن نصل إلى توافق بين الجميع، علينا أن نصل إلى توافق مع كل الموجودين في الحكومة".

وأجاب: "إذن علينا أن نفتش دائماً عن صيغ تجمع اللبنانيين".

سئل: هل ستلتقون السيد حسن نصرالله مجدداً؟

أجاب: "حتماً، لما لا وهذا أمر طبيعي".

سئل: هل هناك موعد؟

أجاب: "عندما نريد ذلك يتم ذلك في عشر دقائق".

ورداً على سؤال حول الفترة التي يحتاجها الحل، قال: "أعتقد انه أولاً علينا أن نهدىء الأمور ونوقف الردح ثم نعود للكلام العاقل".

سئل: ما هو تعليقكم على الصواريخ التي وجدت اليوم في الناقورة؟

أجاب: "ان موقفي تجاهها هو نفس الموقف الذي أعلنته بالنسبة للصواريخ التي أطلقت منذ أيام، هذا الأمر لا يفيد، ولا أعتقد انه يقربنا شعرة واحدة باتجاه حل أو يساهم في حل قضيتنا الكبرى فلسطين ولا يعطينا أيضاً أي مكسب".

سئل: ما رأيكم بالقول أن القاعدة هي وراء ذلك؟

أجاب: أعتقد أن هذه فبركة، وهي من ضمن المزحات، لأنه إذا جرى التدقيق بطريقة الإعلان عن البيان، نكتشف انه صادر عن جماعة هواة".

سئل: هل تعتقد انه كان من المفترض أن لا نصل إلى التصويت داخل مجلس الوزراء بعد حديثك الآن عن موضوع التوافق؟

أجاب: "كلا، هذان أمران مختلفان، نحن في المسائل التي أخذت هذا الجو، حتماً يجب أن نصل حولها إلى توافق، وعندما خضت موضوع البحث مع السادة الوزراء كان المقصود من ذلك ان نصل إلى توافق لأن هذه قضية اللبنانيين جميعاً، عندما نريد أن نصل إلى رأي يجب الأخذ في الاعتبار رأي جميع اللبنانيين وليس قسماً منهم".

سئل: مثل موضوع المحكمة الدولية وغيرها؟

أجاب: "لا، هذا موضوع آخر".

سئل: ما هو تعليقك على كلام الوزير الشرع الأخير؟

أجاب: "أعلق بعبارة واحدة، نرجو أن لا نغتال الشهيد مرة ثانية".

سئل: دعوتم إلى إطفاء المحركات، فهل تعتقد أن النائب جنبلاط في هذا الجو، لأننا نلاحظ انه مستمر في التصعيد؟

أجاب: "كل الأطراف، وأعتقد أننا يجب أن نخطو خطوات نحو التهدئة. أولاً نريد أن نعيد مرتاحين إن شاء الله".

سئل: هل صحيح ان هناك دعماً مصرياً وسعودياً لمبادرة الرئيس بري؟

أجاب: "أعتقد أن الرئيس بري إن شاء الله من خلال هذه المبادرة التي علينا أن نعطيها كل الدعم، من أجل أن تخلق حالة من الحوار داخل مجلس النواب الذي هو السلطة المنتخبة والشرعية في البلاد، وهذه المبادرة بالتالي تهم إلى حد بعيد، حتماً الأشقاء العرب الذين يدعمون كل خطوة تؤدي إلى تعزيز التعاون ما بين اللبنانيين، لا شك ان الشقيقة الكبرى مصر وكذلك المملكة العربية السعودية، ان كان الرئيس مبارك أو جلالة الملك عبدالله بن عبد العزيز، فكلاهما يسعيان بكل جد ليقدما كل دعم للبنان، وقد لمست هذا التوجه وهذا الاستعداد بشكل واضح عندما اجتمعت معهما".

سئل: هل يعني أنكم ستسيرون على مبادرة الرئيس بري؟

أجاب: "هناك عدد من النقاط التي وردت في مشروع الفكرة، لكنني لم آخذ بعد شيئاً مكتوباً في هذا الشأن، ولكن الملام الذي سمعته عن فكرة هذا المؤتمر الحواري الذي سيعقد في مجلس النواب إلى طاولة مستديرة، سيدعو إليها رئيس المجلس، هو أن الجميع سيتحاورون في النهاية رئيس المجلس وبقية الأطراف من السادة النواب، هذه خطوة نحو معالجة عدد من المسائل، وفي النهاية أريد أن أقول شيئاً، نحن دائماً عندنا مسائل سوف تعرض، أليس كذلك؟

فبالتالي كيف سنعالج الموضوع؟ بالذهنية المنفتحة، وبالثقة في ما بيننا، إذن يجب أن يكون لدينا دائماً الاستعداد إلى الذهن المنفتح والرغبة في التشاور في ما بيننا والتوصل إلى نتيجة، لا نريد أن نعطل البلد، علينا أن نصل إلى قرارات في النهاية تخدم مصالحنا".