الرئيس بري استقبل رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص


 

استقبل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الجمعة 24/11/2006 رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص الذي قال بعد اللقاء:

"الكل مدرك ان الأجواء يسودها التوتر. وفي الأيام الخيرة لم نعد نسمع إلا الكلام التصعيدي مع الأسف الشديد، وكأنما التعقل حتى لا نقول العقل، غائب مع الأسف الشديد."
أضاف: "جئت للتشاور مع الرئيس في هذا الوضع نظرا لإدراكي ان له دورا خاصا جدا في هذه المرحلة، والكل يتطلع اليه للقيام بهذا الدور في شكل فاعل، ليس هناك مَن يستطيع ان يجمع سواه. من هنا كانت مبادرتي لزيارته والتشاور معه في هذه المواضيع، وبالطبع طرحنا أفكاراً معينة ليس هنا المجال للتحدث فيها. "
 

سئل: كنتم ناديتم كرؤساء مجلس الوزراء بتعليق جلسات مجلس الوزراء، وغدا هناك جلسة للحكومة لإقرار المحكمة الدولية فما هو تعليقكم على ذلك؟
أجاب: "إنا لا افهم سببا لهذه العجلة، لأنه لو شكلت المحكمة الدولية، ولو عقد الاجتماع غدا وصُدق على مشروع المحكمة الدولية وأنشئت المحكمة الدولية في اليوم التالي فمَن تحاكم؟ ليس هناك حتى هذه اللحظة متهم ليحاكم. ليس هناك تقرير اتهامي واحد، فلمَ العجلة؟ ان لم تكن جلسة مجلس الوزراء غدا فلتكن بعد أسبوع. لماذا لا يتركون للصلح مطرحاً؟ يمكن تأجيل الجلسة بضعة أيام والتحاور حول هذا الموضوع والاتفاق على شيء ما. ما معنى هذه العجلة؟ "
وأشار الى ان إحدى وسائل الحل هي العودة الى طاولة الحوار. وقال <الهدف يجب ان يكون التوصل الى تسوية ما. وأعتقد ان التسوية يجب ان تكون صفقة، ومع الأسف الشديد حتى هذه اللحظة لا يجري الحديث إلا عن جانب من الصفقة، والصفقة لها جانبان على الأقل. هناك مَن يدعو الى حكومة وحدة وطنية وهذا جانب من الصفقة، ولا يوجد اقتراح في المقابل، ماذا يوجد في المقابل؟ لقد قيل يوما من الأيام المحكمة الدولية وهذا غير صحيح إذ ليس في لبنان مَن يعترض على المحكمة الدولية، لا يوجد احد، وأنا منهم، لا يمكن لأحد في لبنان ان يعترض على المحكمة الدولية، فهي ضرورية لا بد منها لأن القضاء اللبناني لا يستطيع ان يقوم بأعباء محاكمة في جريمة بحجم الجريمة النكراء التي أودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لا يمكن ان تكون هذه المحاكمة على الأرض اللبنانية لأنها مكشوفة على المزايدات والتجاوزات والتعديات والتحديات. قد يكون للبعض ملاحظات على النص الذي ينظم المحكمة وهذا من حقه، ولكن أنا أدعو الذين لديهم ملاحظات الى ان يدلوا بها على الملأ حتى لا يقال انهم ضد المحكمة الدولية. ادعوهم الى ان يدلوا بملاحظاتهم أمام الجمهور لتعلم الناس ما هي، حتى لا يقال أنهم ضد المحكمة.
أما عن الجانب الثاني من الصفقة، فلفت الى ان انتخابات رئاسية مبكرة على غرار ما حصل العام ,1976 فيكون هناك مساكنة بين الرئيس القائم حتى نهاية العهد المحدد ورئيس منتخب، والرئيس المنتخب يأخذ دوره، فالرئيس الياس سركيس أنتخب قبل سبعة اشهر من الموعد الدستوري وكان الرئيس سليمان فرنجية هو الرئيس الفعلي، وحصلت مساكنة بين الاثنين. وقد مثّل الرئيس سركيس، وهو رئيس منتخب، لبنان في قمة القاهرة.
سئل: هل لمست من الرئيس بري انه مستعد للدعوة للعودة الى طاولة الحوار؟
اجلب: "طاولة الحوار وسيلة، فإن وجد الحل فهو اكثر من مستعد للدعوة الى طاولة الحوار. ليست هذه المشكلة، المشكلة هي إيجاد الحل".