نشاط الرئيس بري

استقبل الرئيس نبيه بري، ظهر اليوم في عين التينة، نقيب المحررين الياس عون مترئسا مجلس النقابة الجديد والمستشارين واعضاء اللجان في النقابة وجرى في المناسبة عرض للاوضاع والتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة.

استهل عون اللقاء بكلمة مقتضبة اشاد فيها ب"مواقف ودور الرئيس بري"، آملا ان "يساعد النقابة في تحقيق مطالب الصحافة والمحررين"، ثم ترك المجال لاسئلة الزملاء المحررين التي جاءت كما يلي:

سئل: هل ستستمر هذه الصورة وهذا المشهد في لبنان والناس تسأل الى اين؟ وهل استسلمت الاكثرية وهي تؤجل اعلان انفراط عقدها ام ان هناك عملية امساك بالوضع واستنهاض قبل الوصول الى الفراغ والتفتت؟

اجاب: "بداية ارحب بالاخوات والاخوة جميعا واقول للنقابة "الله يكون بعونكم"، واترحم بادىء الامر على كبير من هذا البلد هو ملحم كرم، والحقيقة ان هذا الرجل خدم النقابة فترة طويلة من الزمن، ونتأمل بعد وفاته ان تأخذ نقابة المحررين نظام المأسسة اكثر فاكثر، لانه بعد الوفاة حصل هذا الفراغ".

اضاف: "الصحافة اليوم، ونعني نقابتي الصحافة والمحررين وكل من يتعاطى هذا الامر سواء كان مرئيا او مسموعا، الصحافة هي ليست القوى الرابعة بل برأيي المتواضع هي القوة الاولى في العالم وفي داخل كل وطن. الصحافة هي الاساس والعمل الصحافي هو الاساس وأحد شروط حرية الصحافة هي حرية القانون بالنسبة للصحافيين ولكن على الصحافي ان يتقيد بأن لا يكون تحت ضغط بحيث يكتب ما لا يقتنع به. ليس المطلوب ان نعمل في صحف وان نكتب الشيء الذي لا نقتنع به، وبرأيي هذا الشرط الاوحد لكي يكون هناك حرية صحافية وواقعية فعلا تستطيع ان تقدم خدمة لبلدها وتطوره",

وتابع: "لاحظتم الآن في ما يسمى بالربيع العربي ما كان دور الاعلام ودور الصحافة، وهذا الامر وفي كل دول العالم اكبر امبراطور واكبر رئيس ترى تأثير الاعلام عليه بين يوم وآخر، وهذا أمر خطير جدا ولا يسلم للمرتشين بل يسلم للشرفاء، وبعد هذا الترحيب اقول لكم ان الامل اللبناني والمستقبل اللبناني يتوقف عليكم اكثر مما يتوقف على النظام السياسي اللبناني".

واردف: "ابدأ من موضوع التفجير الذي وقع في سوريا الذي تحدثتم عنه. انا سبق ان اصدرت بيانا في هذا الشأن، ممكن ان يتواجد فريق في لبنان يفرح لامر ما او فريق يحزن لامر آخر، ولكن الشيء الذي يجب ان يحزن له الجميع هو ان الوضع في سوريا يتطور نحو التقسيم والتفتيت، ونحن سبق ان قلنا في ذكرى الامام الصدر في بعلبك منذ سنتين، في آخر خطابي، انتبهوا "سايكس بيكو" ستكون سهلة، الآن بعد هذا التفجير خوفي على وحدة سوريا اكبر واكبر، اما موضوع الاستنكار والادانة فهذا امر بديهي وقمنا به قبل هذا اللقاء، والمطلوب اليوم اكثر من اي وقت مضى الحوار حتى يبقى الشعب السوري وتبقى سوريا موحدة كبلد، وهذا الحوار حول المطالب ومن الضروري ان يكون هناك اصلاحات ونظام نتيجة هذه الاصلاحات وهذا الحوار، وهذا الكلام لا علاقة له بالمبدأ ونحن قلناه مرارا وتكرارا".
وعن موضوع المشهدية اللبنانية وهل ان الاكثرية مقتنعة ببقاء الحكومة او برحيلها اقول هل يمكن ان تقولوا لي اين الاكثرية؟ لا يوجد اكثرية وهذا ما يؤكد مرة جديدة ان لبنان لا يحكم الا بالتوافق.

قيل له: بالطوائف ايضا؟
فاجاب: بالطوائف نعم، لو كان بالطوائف لا مشكلة وبالتوافق لا مشكلة، الطائفية هي المشكلة وانا دائما اقول استعمال الطائفة في سبيل الوطن وطنية والمصيبة ان تستعمل الوطن في سبيل الطائفة، وهذه هي الطائفية، نحن جميعا نستعمل الوطن في سبيل الطائفة ونادرا ما نأخذ مواقف نستعمل فيها الطائفة في سبيل الوطن، وبالتالي بدلا من ان نحزب الطوائف، كما في الاحزاب مثلا، تم تطييف الاحزاب، ومن دون ان نسمي ابدأوا بحركة "امل" وحتى آخر حزب في لبنان، ما عدا حزبا واحدا بقي خارج منظومة الاطار الطائفي وليس الطوائفي هو الحزب القومي، فاذا اخذنا كل انظمة الاحزاب التي عليها صبغة معينة نجد ان لا وجود في قوانينها وانظمتها لكلمة سني او شيعي او ماروني، بدءا بالتاريخ من حزب الكتائب الى آخر الاحزاب لا يوجد هذا الامر ابدا، وذات يوم قلت لهم لو كانت حركة امل حركة طائفية او شيعية ما كنت لادخل فيها، لا يوجد في كل ميثاق حركة امل حتى كلمة اسلام فكيف بالاحرى كلمة شيعة؟ ومع هذا كله، تجد ان المنحى هو من رئيسها او من مؤسسها وفي النهاية تأخذ المنحى نفسه".

قيل له: والاعضاء؟
اجاب: "ليس الاعضاء، فعندما تم توقيع ميثاق حركة "أمل" كان هناك 92 شخصية من مختلف الطوائف والاقلية كانوا شيعة، والشيء نفسه ينطبق على الجميع".
اضاف: "عندما كنا نقول نريد حكومة توافقية تم انتقادنا، وعندما تحدثنا عن توافق بالنسبة لرئاسة الجمهورية تم انتقادنا، ونحن شكلنا حكومة تم تسميتها حكومة وحدة وطنية من 8 و14 اذار اليس كذلك؟

وتابع: "الان هذه حكومة من 8 اذار هل بقيت من 8 اذار؟ كلا، هل بقيت متوافقة في ما بينها؟ كلا، التباينات فيها جعلتني اقول ان من لديه حكومة من هذا النوع ليس بحاجة الى معارضة، وبالتالي المعارضة داخلها اكثر من معارضتها في الخارج، بل بالعكس المعارضة الخارجية تخدمها، وهي اي الحكومة تخدم المعارضة ايضا، انما هل يعني انه من دون هذه الحكومة افضل؟ كلا، عدم وجود الحكومة ليس افضل من وجودها لماذا؟ لاننا نمر بفترة عصيبة ولبنان ليس جزيرة، وهو مع الاسف الشديد يتأثر ولا يؤثر بما يحصل من حوله، وطبعا اتكلم خارج اطار اسرائيل، وبالتالي الموقف بالنأي بالنفس انا ادعمه لاننا سنتأثر بما يحصل هناك، اذا وقعت حرب مذهبية لا سمح الله في سوريا سنتأثر في لبنان، واذا حصل تقسيم لا سمح الله في سوريا سنتأثر هنا، وبالتالي يجب النأي بالنفس قدر المستطاع، والمطلوب هو النموذج اللبناني في مجالات عدة، أمس التقيت مئتي شابة وشاب من المغتربين اغلبيتهم من اميركا اللاتينية وقلت لهم كان مطلب الغاء الطائفية لبنانيا وبات الان برأينا مطلبا عربيا، واين اللوحة الزاهية، التي كانت في العراق فيما يتعلق بأصل العروبة اي الغساسنة، هذا الكلام قلناه لرئيس الوزراء العراقي، ان الغساسنة هم اكثر عروبة واولى بالعروبة وسباقون في هذا المجال قبل الشيعة والسنة وفي المنطقة العربية كلها، وهذا هو التاريخ ولا يمكن ان يزور، التاريخ عندما تمر عليه فترة يصبح اقوى من الجغرافيا".

وقال: "الغساسنة هم الاصل، اين العروبة الان؟ اذا كانت فلسطين رمز العروبة، هل بقي الملف الفلسطيني في البيت الابيض او اصبح احد ملفات الامم المتحدة؟ لا احد يستطيع ان يقول الا في الامم المتحدة، دولة فلسطين حتى التي نادى بها الاميركي وغيره والعالم كله نادى بها، حتى الاسرائيلي تحدث تكتيكيا عن دولتين في مرحلة ما. الان ماذا؟ حتى دولة مسماة على طريقة الفاتيكان مرفوضة ولا احد يتحدث عنها، قضية فلسطين التي هي عادة تجمعنا كلنا بجميع اطيافنا ومذاهبنا وكل ما فينا من مساوىء وحسنات، اين فلسطين التي تجمعنا الان؟.

اضاف بري: "كما قلت فان الغاء الطائفية صار يجب ان يكون مطلبا عربيا، الخشية العربية حصلت في بلدان عديدة وان شاء الله تكون مصر قد خرجت منها ونأمل ذلك لان هذا قد يؤدي الى تغيير الاوضاع، انتم تعرفون اكثر مني ان اكثر المرجعيات المسيحية مرجعيتها في النهاية في سوريا وليس في لبنان، وانا اقول كمحام اذ قدمت دعوى لخلاف عائلي على الصعيد الارثوذكسي، ربح الدعوى هذا او خسرها فالاستئناف يذهب الى محكمة الاستئناف الارثوذكسية في دمشق فهذه "التلوينة" كلها، لبنان هو النموذج والحفاظ عليه هو حفاظ على مستقبل العرب بتلاوينهم، بالتالي يمكن ان يقتدى به اذا حافظنا على ذلك ولكن اذا اندحرنا او لا سمح انهزمنا او وصل التفكك لنا، فالمثل واضح،اذ المطلوب في فلسطين دولة يهودية وبالتالي تنجح هذه الخطة، لذلك كنا نقول ان الكيان اللبناني هو اكبر مثال تحدي للكيان الصهيوني في المنطقة".

وتابع: "الا تلاحظون اليوم ان احد اهم المعارك التي تطال لبنان هي معركة المال، اريد ان اسأل، هذه اول مرة يجري الكلام بهذا الموضوع حديثا، هذه المسألة تنطوي على خطورة كبيرة، اريد ان اسأل ان الضغط الذي يمارس على المصرف المركزي وعلى المصارف اللبنانية ما هو؟ هل يوجد في لبنان تبييض اموال ولا يوجد تبييض اموال في اسرائيل، اين تبييض الاموال؟ هل في الاموال التي يرسلها المغتربون لعائلاتهم حوالى ستة او سبعة مليارات دولار في العام تجعلنا نقف على رجلينا؟ لقد اصبح كل لبناني اكان يعمل في السيارات او في اي عمل موضع مراقبة خارجة عن اطار المعقول في بعض الاحيان، لماذا هذا؟ لأن لبنان طوال عمره كان المنافس الاساسي لاسرائيل في المجال المصرفي والمجال السياحي".

واردف: "لقد تدرجت في مكتب المحامي المرحوم عبد الله لحود قال لي مرة: اذا صالح كل المسلمين اسرائيل فان على العرب ان لا يصالحوها، واذا كل العرب صالحوا اسرائيل فان لبنان لا يجب ان يصالحها، واذا صالح لبنان اسرائيل فان المسيحيين يجب الا يصالحونها واذا صالح المسيحيون اسرائيل فان على الموارنة ان لا يصالحونها، فقلت له لماذا هذه الميزة لكم؟. فأجابني: القدس وحدها فيها اثار توازي اثار العالم، وتفاحنا ليس اطيب من تفاحهم وبالتالي يصبح المخدوم المسيحي او الماروني يستخدم عند المستخدم الاسرائيلي، هذا ما قاله عبد الله لحود لي في الماضي، لذلك فان لبنان اكثر ضرورة للمسلمين وكقدوة في العالم لحل المشاكل، الحكومة على الاقل تستطيع ان تمرر هذه الفترة العصيبة. في هذه الفترة من الضرورة ان تكون الحكومة بالرغم من الملاحظات وكل الحكومات عليها ملاحظات".

سئل: الا يجب ان تشكل حكومة جديدة قبل الانتخابات النيابية؟
اجاب: "السؤال يجب ان يكون اذا ما استقالت هذه الحكومة هل بالامكان الاتفاق على حكومة جديدة؟ اشك في ذلك. في لبنان لا يوجد مستقلون حتى المستقل، على سبيل المثال اذا سمى نبيه بري واحدا مستقلا مئة في المئة، يقولون انه لم يعد مستقلا، بالامس جرت معنا واسطة من الذين يحتجون علينا الان، جرت هنا في هذا المقر بالنسبة للمياومين، ونزولا عند رغبتهم قابلت وفدا من المياومين هنا في عين التينة، وقبل المياومون ان يعلقوا اضرابهم او يلغوه مقابل الحوار معهم، فقلت لهم اذا اعلنتم ذلك الان يبدأ الحوار معكم، فاعلنوا وقف الاضراب لكن الحوار لم يحصل معهم، وبعدها اصبحت القصة قصة طائفية مذهبية وقيل ان الشيعة عددهم اكثر".

سئل: هناك امر خطير يجري وهو محاولة التصويب على الجيش هذه المؤسسة التي يعتبرها اللبنانيون خلاصهم؟

اجاب: ما تقوله اكثر من صحيح، وفي ذكرى الرئيس الهراوي في الاونيسكو ركزت على هذا الموضوع كثيرا هذا الجيش هو جيشنا جميعا وليس لفئة دون اخرى.

وسأل بري: اليس لنا مصلحة في وحدة لبنان لكي ننسى طائفيتنا ومذهبيتنا؟ الجيش اللبناني احدى المؤسسات القليلة جدا جدا في لبنان التي فيها هذه الوحدة الوطنية ولا تقيم وزنا لاعتبارات طائفية او مذهبية وجمهورها الحقيقي هو لبنان، لماذا محاولة ضرب هذه المؤسسة؟ هناك البعض يقول لا نريد المقاومة فذا كانوا لا يريدون المقاومة فانه يجب ان يكونوا مع الجيش الا اذا كانوا ايضا لا يريدون الجيش، هل هذا يعني ترك البلد لاسرائيل؟ واذا قالوا انهم لا يريدون الجيش واذا كانوا يريدون الوصول الى هذا الهدف فعليهم المجيء الى الحوار، ثم يقولون لا يريدون حوارا ولا جيشا ثم يقولون لا يريدون هذه الحكومة وعليها ان ترحل، ثم يصل الامر مثلا الى القول لا نريد مجلسا نيابيا عندها لمن سيترك البلد، ما هو هذا الجنون العاصف؟ لذلك اختصرت هذه المعادلات كلها بكلمة واحدة وقلت ان الذين يريدون اقناعنا ويقولون انهم لا يريدون مقاومة، فليتفضلوا ويقولوا لنا كيف تخرج اسرائيل من لبنان؟".

سئل: تفصلنا عن الانتخابات حوالى تسعة اشهر فأين اصبح قانون الانتخابات وهل يمكن تأجيل الانتخابات؟

اجاب: "لا، لا، اشكرك على السؤال اولا، اريد ان اقول انه بعد خبرة والحمد الله انني لم ارث زعامة، لقد تدرجت من عسكري الى جندي اول فعريف وعريف اول وانا لا اؤمن بالوراثة، الطائفية هي بلاء لبنان ولكن هل هناك مجال اليوم لالغائها؟ لا، اذن كيف يمكن ان نحافظ على هذه الطوائفية وفي الوقت نفسه نزيل الدسم من هذا، لا حل اخر سوى قانون الانتخابات اعطني قانون انتخاب يجعل من كل مقومات المجتمع اللبناني بحاجة لبعضنا البعض عندها ليس هناك مشكلة، المشكلة في لبنان ليس في انك مسلم بل في انك مسلم متعصب وليس في انني مسيحي بل في انني مسيحي متعصب، عندما نجد قانون انتخاب يجعلني بحاجة لك ويجعلك بحاجة لي فهذا الامر هو المطلوب. من هنا طالبت منذ زمن بأن يكون لبنان دائرة انتخابية واحدة ولم نتمكن من تحقيق ذلك، وقلنا بالمحافظات الخمس الطائف ماذا يقول؟ محافظات بعد اعادة نظر، اذا جرى هذا الامر محافظات وسطى مع النسبية، اعتقد ان هذا الامر يحافظ على الطوائف في لبنان ويخفف من حدة الطائفية حتى تكاد تنعدم مع الايام، انا على يقين من هذا الامر ويؤدي اهم من كل ذلك الى ندوة برلمانية فيها اكثرية واقلية مثلما كان في لبنان في الماضي دستوريون وكتلويون وعندها يستقيم الامر، بمعنى اخر ان "افتح يا سمسم" لنظام يتحسن في لبنان هو موضوع قانون الانتخاب لقد طالبنا ونطالب بارسال قانون الانتخاب الى المجلس، ولكن اعتقد انه اذا طال الامر شهرا آخر نصبح في دائرة خطر الابقاء على القانون الحالي".

سئل: هل هناك تخوف من عملية عسكرية ضد لبنان وسوريا بحجة وجود اسلحة كيماوية في سوريا؟ وهناك سؤال اخر هل يتحمل البلد وقف الحوار في ظل تهديد المعارضة بمقاطعة الحوار؟

اجاب: "لقد قلت في خطابي في ذكرى الرئيس الهراوي، ان الاسرائيليين هم الذين يقولون ان المعركة معنا لم تنته، وهم الذين يجرون مناورات عسكرية ويقيمون مجسمات لجنوب لبنان، ولقراه لهذه الغاية، وتعلمون ان المناورات مكلفة ماليا واسرائيل ليست كرما على درب، اسرائيل كل يوم تقول ذلك وانها ستقاتل، وهي ما زالت في لبنان، وهناك ايضا 850 كلم مربع من مياه البحر التي يوجد فيها كمية كبيرة من البترول تضع اسرائيل يدها عليها، وعندما رفضت الامم المتحدة تحديد الخط البحري كما فعلت بالنسبة للخط الازرق قبلت بمساعدة الخبراء الاميركيين، واول تقرير لهؤلاء الخبراء قال ان 530 كلم مربع من اصل ال 850 هي حق للبنان فقلنا لهم "لا، الباقي لنا ايضا"، وتعلمون ايضا انه في موضوع القرار 1701 كان لي دور انا وحكومة الرئيس السنيورة ولاول مرة تذكر مزارع شبعا مرتين، كذلك ماذا جرى بالنصف الشمالي من قرية الغحر الذي كان بيدنا قبل عام 2006 وحتى الان لم يستطيعوا اقناع اسرائيل بالانسحاب منه ولقد قال الاسرائيليون ثلاث مرات انهم سينسحبون منه ولم يفعلوا لذلك علينا العمل على اساس "واعدوا ما استطعتم" وعلينا ان نبقى مستعدين".

اضاف: "اما بالنسبة للحوار كما قلت، ليس لاننا وفقنا في حوار عام 2006 الذي دعوت له. حوار عام 2006 انقذ لبنان، هذا النصر الذي نعيش ايامه الان لولا حوار 2006 لم يكن يمكن ان يتحقق بالشكل الذي تحقق وانتم تعلمون وتعرفون الاحتضان والمشاركة كل حسب قدراته في هذا الموضوع لا بد من الحوار في لبنان ولا غنى عنه. إما حكومة وحدة وطنية وعندئذ لا ضرورة للحوار وإما الحوار".

سئل: ماذا بشأن ما نشر عن محاولة اغتيالك وما جرى ايضا بالنسبة للدكتور جعجع والنائب بطرس حرب، الا تعتقد ان هذا هو احد اسباب القول لماذا الحوار؟

اجاب: "لا، لا، بالنسبة للاخبار التي نشرت (حول محاولة اغتيالي) مع الاسف صحيحة وبالتالي ادت الى تقييد حركتي وهذا لا انكره، نعم صحيح والاخبار اتتني من الداخل والخارج، طبعا من المخابرات اللبنانية من الاجهزة اللبنانية ومن الخارج ايضا، من دول حيادية غير عربية، وقد وردتني المعلومات مع التسمية، وهذا ادى الى الحد من نشاطي، وكل واحد يتعرض الى مثل ذلك ويأخذ الحيطة فانني لا اعتبر هذا نوعا من الجبن لماذا يريدون قتل نبيه بري او غيره؟ ليخلقوا فتنة في البلد، اذا كنت محبا للبنان وكنت وطنيا فانه يجب ان تحافظ على نفسك لكي تحافظ على وطنك في الوقت نفسه".

سئل: اين اصبح ملف النفط ولماذا التأخير في هذا الملف المهم؟
اجاب: "لقد جرى تأخير بهذا الموضوع، والحقيقة ان كل يوم يمر هو خسارة كبيرة هناك دين علينا حوالى 58 مليار دولار فمجرد ان نبدأ بعملية التلزيم صدقوني فان هذا المبلغ من الدين يصبح صفرا لماذا؟ لان الشركات عندها تصبح مستعدة لان تعطي لبنان اي شيء وبالتالي لا يعود هناك مشكلة، فاذا بدأنا الآن فاننا لن نبدأ بالاستفادة قبل خمس او ست سنوات، نحن نمر اليوم في اصعب الفترات، هذا الامر (ملف النفط) كان يجب ان يبدأ قبل الان ولكن التركيبة اللبنانية والعمل اللبناني وطريقة اللبنانيين بالاضافة للمشكلة الناجمة عن موقف اسرائيل بالنسبة لموضوع ال 850 كلم، حيث يحاولون العرقلة بكل امكاناتهم لذلك فقد ضغطت بهذا الموضوع حتى ان البعض صار يقول لماذا يأخذ نبيه بري صلاحيات الحكومة في هذا الامر؟ وقلنا ان هناك اتفاقية مطلوب منا ان نصادق عليها في المجلس النيابي وهي اتفاقية بين قبرص ولبنان تطير ال 850 كلم، وبصفتي كمواطن من حقي ان يكون لي موقف بهذا الامر، فكيف اذا كنت رئيسا للمجلس؟ المطلوب ان نصدق على هذه الاتفاقية ولن اضعها على جدول الاعمال قبل انهاء هذه المسألة، وهذه المسألة عالقة، لماذا هذا الامر؟ لان طريقتنا في لبنان بالعمل ادت وتؤدي الى ذلك، مع العلم ان علينا الاستعجال في هذا الملف لان الاسرائيليين قطعوا شوطا كبيرا في الموضوع، في الجلسة الاخيرة لهيئة الحوار الوطني طرحت موضوع ضرورة التنقيب في الاراضي اللبنانية، في البر، وقيل لي مؤخرا ان هناك شركة لزمت لوضع دراسة في هذا الشأن".

سئل: بعد الذي جرى في مشق اول امس يقال ان سوريا دخلت مرحلة حاسمة، وان الوضع وصل الى قطع طريق اي حوار اليس هناك ضرورة ان نعيد النظر في سياسة النأي بالنفس والدعوة المباشرة لهيئة الحوار ومجلس الوزراء لمحاولة تفادي التداعيات المحتملة للوضع؟

اجاب: "لقد اقدمنا على تحصين النأي بالنفس، وانا ادافع عن الحكومة عندما يجب المدافعة عنها. اما عندما لا يكون هناك حق في الدفاع عنها فلا ادافع عنها، مثل الدفاع عنها في موضوع ملف النفط. انتم تعلمون ان اهم شيء في هذا الموضوع هو ارسال الجيش الى الحدود مع سوريا، هذا الامر طالبت ورضيت بذلك على الرغم من سحب بعض قوة الجيش من الجنوب، وانتم تعرفون تأثير ذلك، مع العلم انني في الماضي خضت مشاكل من اجل ارسال الجيش الى الجنوب ليس لانني انا من الجنوب بل لان الامر يتطلب ذلك فلو لم يكن الجيش هناك لكنا دخلنا في حرب اخرى خلال حادثة شجرة العديسة، والجيش يغطي هذا الموضوع على الحدود مع سوريا، وامس لولا الجيش لكان تجدد الاشتباك بين باب التبانة وبعل محسن".

سئل عن الاتهامات الاسرائيلية ل"حزب الله" حول حادث مقتل السياح الاسرائيليين في بلغاريا، فأجاب: "صدر موقف ل"حزب الله" في هذا الشأن وانا مقتنع به مئتين في المئة "حزب الله" لا ينتقم من سواح ثأرا للشهيد مغنية".

من جهة اخرى، استقبل بري بعد الظهر وزير العمل سليم جريصاتي في حضور الوزير علي حسن خليل وعرض معه الاوضاع العامة.
ووصف جريصاتي اللقاء ب "المهم" وقال: "ان الرئيس بري دائما ايجابي وداعم للقضايا المطلبية والحياتية".

ثم استقبل في حضور خليل رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية والوزير السابق يوسف سعادة، واستبقاهم الى مائدة الغداء.