دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال استقباله قبل ظهر اليوم شابات وشباب "مخيم شباب لبنان المغترب الحادي عشر" يرافقه المدير العام للمغتربين هيثم جمعة في عين التينة، "شباب لبنان الإغترابي الى ان يفتخروا بوطنهم"، وقال: "ان هذا البلد هو البلد العربي الوحيد الذي استطاع أن يطرد إسرائيل من معظم أراضيه من دون أن يفاوض بكلمة واحدة مع العدو".

وإذ جدد التأكيد على نهج ودور المقاومة، قال: "نحن لا نريد أن نعتدي على أحد، ولكن اللبناني بعنفوانه يأبى ويرفض أن يكون عرضة للاحتلال وللاذلال".

رحب الرئيس بري بالشباب الإغترابي واصفا وجوههم الفتية "بشروق الشمس عند الصباح"، وقال: "لي الشرف أولا أن أكون واحدا منكم فقد ولدت في سيراليون وكنت مغتربا قبل أن آتي وأتعاطى السياسة في البلد، لبنان ولا أجمل يعيش الفصول الأربعة، وبين ممارسة التزلج في مياه البحر والتزلج على الثلوج لا يوجد أكثر من نصف ساعة بالسيارة، طبعا إذا لم يكن هناك قطع طرقات، حقيقة لقد أراد ربنا أن يكون لبنان إعجوبة وبمعنى آخر أيقونة ولا أجمل، ولكن مع الأسف حتى الآن المشكل الوحيد في لبنان هو في عقليتنا السياسية، في الكبار وأنا من بينهم".

أضاف: "الشعب اللبناني موحد، وهذا الكلام ليس كلاما إنشائيا، هذا كلام واقعي، وأنا أتحدى أن يقول أحد أن في لبنان قوميات متنوعة، كلنا قومية واحدة وعائلة واحدة، ولكن بطوائف متنوعة، والطوائف في لبنان غنى، ولبنان هو مختبر عيش حقيقي للأديان وللتعايش في العالم، ويمكن أن يكون النموذج اللبناني هو حل لمشكلات عديدة في أكثر من بلد في العالم، هذه الدولة هي الدولة الديموقراطية الأولى في العالم العربي والإسلامي، ولكن واقعا عندما بدأنا نحصل على هذه الديموقراطية أدخل الإنتداب عليها موضوع الطائفية، هناك فرق كبير بين الطائفة وبين الطائفية، ان تستعمل طائفتك في سبيل وطنك هذه وطنية، ولكن أن تستعمل وطنك في سبيل الطائفية فهذه طائفية، وهذا ما هدد لبنان أكثر من مرة".

وتحدث الرئيس بري عن دور وقوة الإغتراب اللبناني والانتشار في كل أنحاء العالم، وقال: "نحن في الإغتراب موحدون ونعبر عن لبنان الأصيل والشعب وعن لبنان الذي أراده الله، بينما السياسة في لبنان هي التي تحاول أن تستغل الموضوع الطائفي والمذهبي في سبيل تدمير لبنان".

وإذ تناول دور المغتربين على الصعد الإقتصادية والثقافية والإجتماعية والسياسية وغيرها وتأثيرهم الفاعل في دول الإغتراب ونهضتها، قال: "ما هوالسر؟ السر ان لبنان لديه صناعة حقيقية واحدة هي صناعة الإنسان وقد ابتدعها اللبناني من التنوع، فوجود الطوائف في لبنان نعمة والطائفية هي النقمة".
وقال الرئيس بري: "نحن في لبنان قومية واحدة، ونسيج واحد وعائلة واحدة، أما الأديان فهي نعمة لنا يجب أن نستفيد منها لنعمم نموذج لبنان على العالم، وأقول ان هذه الموجة اللبنانية الحاصلة اليوم وان محاولات الإنقسام وتقسيم اللبنانيين بين مسلمين ومسيحيين أو بين سنة وشيعة وموارنة وأرثوذكس وغيرها، قد انتقلت الى حد بعيد الى العالم العربي، الآن إلغاء الطائفية السياسية أصبح مطلبا يجب أن يكون مطلبا عربيا وليس فقط مطلبا لبنانيا، لأنه الحمد لله في العالم العربي الآن الأمور منتشرة في سبيل إيقاع الفتنة بين المذاهب حتى في ما بين المذاهب الإسلامية".
أضاف: "أحببت أن أعطيكم هذه الصورة الموجزة لأنتقل الى موضوع أكثر إشراقا هو الشيء الذي يتعلق بكم، هذا الشباب هو ربيعنا الحقيقي، ربيع لبنان الحقيقي هو أنتم، أنا لا أريد أن أقول كلاما خياليا ولكن أتمنى على كل منكم أن يبقى يتذكر انه ابن لبنان وبنت لبنان ويعمل في سبيل دعم هذا البلد في الخارج. لماذا؟ لأن لبنان معرض للأخطار، فاسرائيل عام 1978 دخلت الى لبنان واحتلت أراضيه فذهبنا الى مجلس الأمن ونلنا القرار 425 الذي هو اقتراح أميركي بأن يتم انسحاب اسرائيل من لبنان دون قيد أو شرط حتى الحدود الدولية المعترف بها. انتظرنا اربع سنوات، وجاءت "اليونيفيل" على مساعدتنا لتنفيذ القرار، ولكن بدل أن تنسحب اسرائيل أتى شارون آنذاك ودمر بيروت، الأمر الذي دفع شعبكم الى إنشاء المقاومة، هذه المقاومة التي استطاعت أن تحرر أغلب الأراضي اللبنانية، كنا في مثل هذه الأيام عام 2006 نعيش أياما رهيبة، ولا تزال أطماع إسرائيل قائمة في أرضنا".
وتابع: "هذه الرسالة، هذه الراية يجب أن تحملونها أنتم، نحن لا نريد أن نعتدي على أحد، ولكن اللبناني بعنفوانه يأبى ويرفض أن يكون عرضة للاحتلال أو للاذلال. هم اعتقدوا ان اللبناني يحب التزلج والغناء والرقص والراحة، هذا صحيح، ولكن نسوا ان كل هذه الأمور يستطيع اللبناني أن يقوم بها في الليل أو في النهار، وكذلك يستطيع
أيضا أن يقاوم في النهار والليل. بلدكم الصغير، من حقكم أن تعتزوا وتفتخروا به".
وأكد الرئيس بري ان "المغترب اللبناني ليس كما يفكر البعض انه بقرة حلوب عليه أن يرسل لنا المال، مع احترامنا للأموال وللدعم الذي يأتي دائما من المغتربين الى أهلهم في لبنان، يصل الى لبنان كل عام من المغتربين ما يتجاوز السبعة مليارات دولار دعما له، ولكن ليس هذا المطلوب فقط، المطلوب منكم أهم من المال هو أن تفتخروا بوطنكم، هذا البلد هو البلد العربي الوحيد الذي استطاع أن يطرد اسرائيل من معظم أراضيه دون أن يفاوض بكلمة واحدة مع العدو الإسرائيلي".

وقال: "حتى الآن نقول، نحن ملتزمون بالقرار 1701 ونريد قرارات مجلس الأمن أن تطبق، ونحن لسنا ضد الشرعية الدولية، بل على العكس، نريد الشرعية الدولية، وقاتلنا من اجل الشرعية الدولية ولا نزال نقاتل من اجلها. الآن يوجد أكثر من 12 ألف ضابط وجندي من جنود الأمم المتحدة في جنوب لبنان، وهم شهود حقيقيون على هذا الأمر. أكثر من ذلك فإن إسرائيل لا تزال تجري مناورات عسكرية في ظروف مشابهة للأراضي اللبنانية من اجل محاولة الإعتداء واحتلال لبنان، هذا الوضع بحاجة لكم، وكل واحد منكم عليه ان يأخذ ويعتبر ان قضية لبنان هي قضيته، قضية هذا الوطن وطن الأرز، هذا الأرز الشامخ والصلب ليس فقط بشجرة بل ايضا بإنسانه، هذا الإنسان الذي استطاع أن يصل الى أقصى حدود الأرض، وكيف وصل منذ زمن بعيد الى دول الإغتراب في ظل ظروف صعبة للغاية، وقيل لي أن اول لبناني وصل الى الخارج كان عام 1851".
وختم الرئيس بري: "ان اللبناني أينما حل رفع اسم لبنان في كل الميادين الإقتصادية والسياسية والإنسانية والطبية او العلمية وغيرها، وبالأمس واحد من لبنان دخل الى الأكاديمية الفرنسية. في كل يوم نقدم للانسانية خدمة كبيرة، لا تنسوا أبدا ان باخرة صغيرة انطلقت من شواطىء صور وجبيل وصيدا هي التي حملت الأحرف الأبجدية الى العالم. أنتم أحرف أبجديتنا، أنتم مستقبلنا، لا تنسوا هذا المستقبل أبدا، ولا تفصلوا بين مستقبلكم ولبنان، عشتم وعاش لبنان".

ثم قدمت له شابة وشاب من الوفد درع مخيم شباب لبنان المغترب وقميص وقبعة شباب المخيم.

وكان جمعة القى في مستهل اللقاء كلمة شكر فيها باسم شباب لبنان المغترب الرئيس بري على استقباله ودوره الدائم في دعم الإغتراب، مشيدا "بالوحدة الوطنية التي يتميز بها المغتربون اللبنانيون بعيدا عن الطائفية والمذهبية".

من جهة ثانية، تناول رئيس مجلس النواب في لقاء الأربعاء الأسبوعي مع النواب اليوم، الأوضاع والتطورات الراهنة وعددا من الملفات والقضايا والقوانين ومنها قانون الإيجارات.

والتقى النواب: محمد رعد، حسن فضل الله، عبد اللطيف الزين، نواف الموسوي، علي فياض، علي بزي، قاسم هاشم، غازي زعيتر، علي عمار، علي المقداد، نوار الساحلي، الوليد سكرية، هاني قبيسي، ميشال موسى وعبدالمجيد صالح.