ندوة بناء برلمان القرن الحادي والعشرين اليوم الأول 19/01/2010

عقدت في المجلس النيابي قبل ظهر اليوم، ندوة برعاية رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري بعنوان: "نحو بناء برلمان القرن الحادي والعشرين - تحديات وفرص للبرلمانيين"، بالتعاون مع مؤسسة "وستمنستر للديموقراطية"، في حضور ممثل الرئيس بري النائب ياسين جابر والنواب: محمد رعد، مروان فارس، آغوب بقرادونيان، ايلي عون، قاسم هاشم، نضال طعمة، جيلبيرت زوين، غسان مخيبر، محمد الحجار، قاسم عبد العزيز، جوزف المعلوف، طوني ابو خاطر، خالد زهرمان، الان عون، انطوان زهرا، محمد قباني، خالد الضاهر، اسطفان الدويهي، انور الخليل وادغار معلوف. كما حضر وفد من مجلس العموم البريطاني ضم النواب كريستين راسل، جون مايبلز، الدا باري، الان ساندل، بول جاكسون والسفيرة البريطانية في لبنان فرانسيس غاي.

بداية النشيد الوطني اللبناني ثم كلمة للنائب ياسين جابر قال فيها:
"باسم دولة رئيس مجلس النواب اللبناني الاستاذ نبيه بري وباسمي الشخصي ارحب بأعضاء الوفد البرلماني البريطاني الضيف وبالسادة الزملاء وبكل الاداريين وممثلي المؤسسات والمعاهد العامة والخاصة ورجال العلم والفكر الحاضرين معنا اليوم للاطلاق الرسمي لمشروع التعاون مع مؤسسة "وستمنستر للديموقراطية"، وافتتاح هذه الندوة البرلمانية تحت عنوان: "نحو بناء برلمان القرن الحادي والعشرين تحديات وفرص للبرلمانيين".
اضاف: "لقد سعى مجلس النواب اللبناني خلال السنوات العشر الماضية، الى بناء شبكة من العلاقات البرلمانية مع عدد كبير من برلمانات العالم ومع العديد من المؤسسات المحلية والدولية التي تعمل مباشرة مع البرلمانات مثل
UNDP
وجامعة الباني وغيرها لدعم مهمة المجلس النيابي في عملية صنع القوانين وفي الرقابة البرلمانية على اعمال الحكومة خصوصا في مجال اقرار الموازنة وانفاقها، كذلك في وضع خطط وطنية لحقوق الانسان، وقد تم تفعيل الديبلوماسية البرلمانية وتوقيع مذكرات تفاهم مع البرلمان الفرنسي والبرلمان البلجيكي والبرلمان السويسري، وغيرها وتمت المشاركة في اجتماعات العديد من الاتحادات والجمعيات البرلمانية العربية والدولية، بالاضافة الى استضافة الوفود والمؤتمرات الكبرى. ولعل توقيع مذكرة التفاهم مع مؤسسة "وستمنستر للديموقراطية" خلال العام 2009، لمدة اربع سنوات قد أتت لتتوج هذه الاتفاقات بعد ان بدأ التعاون مع المؤسسة المذكورة منذ العام 2006، بتبادل الزيارات مع مجلس العموم البريطاني، وهذه الاتفاقية هي خير دليل على ايماننا بضرورة تعزيز قدرات البرلمانيين والموظفين على حد سواء بغية رفع مستوى الاداء وتأمين التواصل مع العالم الخارجي لتبادل الخبرات والاطلاع على التقنيات الحديثة في العمل البرلماني التي تجعل البرلمان من خلال الرقابة الفعالة التي يمارسها الضامن للتوازن بين السلطات والممثل الفعال لمصالح الشعب والمدافع الجريء عنها".
وتابع: "واليوم يجري العمل، بالتنسيق مع المؤسسة "وستمنستر" على انشاء وحدة استشارية في المجلس النيابي اللبناني لتحليل الموازنة، تقضي مهامها بتأمين الدعم التقني والمهني الموضوعي للجنة المال والموازنة البرلمانية لتعزيز الرقابة المالية، بما يسمح لها بتأدية دورها بفعالية من خلال مراجعة مشروع الموازنة العامة الذي ترفعه الحكومة الى المجلس النيابي، ومناقشته وتحليله والعمل على اساسه، الى جانب مشاريع او اقتراحات قوانين اخرى ذات صلة. كما توسع اطار التعاون مع "وستمنستر" ليشمل برنامج تعزيز تنمية الموارد البشرية في المجلس النيابي اللبناني الذي نحن بصدد اطلاقه اليوم".
وقال: "ان مؤسسة "وستمنستر للديموقراطية"، هي من المؤسسات الرائدة في العالم في مجال تنمية الديموقراطيات وتعزيز المؤسسات المتخصصة من احزاب وبرلمانات وهي ممولة من وزارة الخارجية البريطانية وتتمثل في مجلس ادارتها الذي يشرف على اعمالها جميع الاحزاب السياسية البريطانية الموجودة في البرلمان البريطاني.
وختم: "اننا نتطلع من خلال هذه الندوة والنشاطات الكثيفة التي ستليها الى اطلاق مشروع السنوات الاربع المقبلة من التعاون، الذي نأمل ان يكون مثمرا وعلى قدر الطموحات، وان يلبي متطلبات العمل التشريعي ويعزز الشفافية والمساءلة وبلوغ مستويات جديدة من العلم السياسي الديموقراطي الحديث. نشكر مؤسسة "وستمنستر للديموقراطية" على تعاونها ومبادرتها لاطلاق هذا المشروع، ونأمل توطيد العلاقة اكثر فأكثر بين لبنان وبريطانيا لما فيه مصلحة البلدين، ترسيخا للديموقراطية والحرية التي تميز كليهما".

ثم كانت كلمة ممثلة مؤسسة "وستمنستر للديموقراطية" دينا ملحم التي قالت:
"إنه لمن دواعي سرورنا أن نجتمع اليوم لمناسبة إطلاق مشروع تنمية الموارد البشرية باتعاون مع مجلس النواب اللبناني واقامة الندوة البرلمانية تحت عنوان "نحو بناء برلمان القرن الواحد والعشرين: تحديات وفرص للبرلمانيين". يحتل تعزيز العمل البرلماني مكانة مهمة في أجندة الاصلاح والتنمية السياسية، وقد التقت مؤسسة وستمنستر للديموقراطية مع مجلس النواب اللبناني على هذا الهدف المشترك، فنشأت علاقة وطيدة وشراكة متية تستمر منذ عام 2006، وتعززت أخيرا من خلال مذكرة التفاهم التي وقعها دولة رئيس مجلس النواب اللبناني مع مؤسستنا في أيار 2009".
أضافت: "تتنوع أشكال تعاون مؤسستنا مع مجلس النواب اللبناني، وتتناول دعم تقنين للجنة المال والموازنة من خلال إنشاء وحدة استشارية وتدريب الموظفين وإنشاء دليل للمصطلحات البرلمانية والمالية بالتعاون مع المركز البريطاني. ويضاف الى هذه النشاطات المشروع الذي نحن في صدد إطلاقه اليوم، وهو جزء من مبادرة تنفذ في خمس دول في العالم ضمن إطار ما يسمى "اتحاد وستمنستر للبرلمانات والديموقراطية" الممول من الوكالة البريطانية للتنمية الدولية.
ويتألف اتحاد "وستمنستر" من مجموعة من الشركاء البريطانيين ذوي الخبرات الرائدة في مجال العمل البرلماني وتعزيزه، نذكر منها:
- تجمع برلمانات الكومنولث. - قسم الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني. - مكتب التدقيق الوطني. - مؤسسة طومسون رويترز. - مركز الحكم الرشيد في جامعة اسكس. - نقابة المحامين الدوليين. ويهدف الاتحاد الى مساعدة البرلمانات على انشاء مراكز تدريب لخدمة الموظفين والنواب على حد سواء عبر:
1 - تطوير مناهج تدريبية. 2 - تأمين المدربين من بريطانيا. 3 - تطوير مهارات تدريبية لمدربين برلمانيين محليين.
ويعتمد الاتحاد على قدرات محلية في عملية تعريب المناهج التدريبية وأقلمتها للتوافق مع الوضع اللبناني، وفي هذا الاطار يتعاون مجلس النواب اللبناني والاتحاد مع مؤسسات لبنانية رائدة منها:
- كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية. - معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي. - برنامج التدريب الصحافي في الجامعة الاميركية".
وتابعت: "من خلال هذا البرنامج نسعى بالتعاون مع مجلس النواب اللبناني الى تطوير قاعدة مصرفية وتنمية قدرات بشرية توظف لمواجهة التحديات التي تعانيها برلمانات القرن الحادي والعشرين".
وأوضحت "أن الندوة اليوم تهدف الى عرض للخبرات البريطانية واللبنانية في كل مجالات العمل البرلماني رغم اختلاف الانظمة البرلمانية من دولة الى أخرى، إلا أن هناك مجالات عدة للتعاون والتواصل أصبحت حاجة ملحة في ظل تنامي دور البرلمانات التي تواجه تحديات ذات أبعاد وتبعيات عالمية مثل الازمة المالية والاقتصادية والاحتباس الحراري وتنامي الفقر، وكلها تحديات تستلزم برلمانات قوية ومعاصرة.
في النهاية، اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لتقديم جزيل الشكر ولتقدير لدولة رئيس مجلس النواب اللبناني لدعمه المتواصل لكل نشاطاتنا وأعمالنا، ولمعالي الوزير الاستاذ ياسين جابر رئيس لجنة الصداقة مع بريطانيا، والسادة النواب الذين كان لهم دور ريادي في تعزيز أطر التعاون بين مؤسستنا ومجلس النواب. كما أود أن أقدم جزيل الشكر والتقدير الى الادارة البرلمانية. وأود أيضا أن أشكر فريق عمل مؤسسة
WFD".

وتحدثت النائبة كريستين راسل عن "أهمية الديموقراطية التي تتركز معالمها يوما بعد يوم في بريطانيا من خلال اجراءات معنية". وقالت: "نحن نتطلع من خلال مناقشاتنا الى تعاون مشترك بين بلدينا وان نطلع عن كثب على تاريخكم وحضارتكم التي تختلف عما هي في بلدنا. ومن الجدير ذكره أن البرلمان البريطاني اليوم يجمع بين النواب النساء والرجال من مختلف الاحزاب بنسبة 50 في المئة، وهذا شيء إيجابي".
وخلصت الى القول "ان المهم اليوم تبادل الخبرات على مستوى البرلمانات".
الجلسة الأولى وترأس جلسة العمل الأولى وأدارها النائب محمد قباني، وجرى حوار عن "واجبات النائب تجاه ناخبيه في المناطق". وتحدثت عن هذا الموضوع النائبة البريطانية كريستين راسل، وعرضت "خبرتها في العمل البلدي وعملها في مجلس العموم البريطاني، وأجرت مقارنة بين هذين الدورين.
وعرض النائب البريطاني جون مايبلز خبرته ضمن حزب المحافظين البريطانيين والتعديلات التي استطاع ادخالها في البرلمان البريطاني.

من جهته، ركز النائب محمد قباني على "علاقة النائب بناخبيه والتحديات والصعوبات التي يواجهها النائب في الجمع بين وظيفته التشريعية وتحويله إلى معقب معاملات لتلبية مطالبهم".

المحور الثاني انتقل المتحاورون إلى القسم الثاني من الندوة والمتعلق ب"الأحزاب السياسية - العمل من أجل نظام تعددية حزبية ناجحة"، وترأس هذه الجلسة النائبان نواف الموسوي وجون مايبلز. وتحدث النائبان البريطانيان راسل ومايبلز عن "التجربة الحزبية في البرلمان البريطاني الذي بدأ ينحو في اتجاه نظام الحزبين وبأن الانتماء الحزبي هو الوسيلة الوحيدة للوصول الى مجلس العموم البريطاني".

وعقب على ذلك النائب نواف الموسوي فركز على "التجربة البرلمانية الديموقراطية الفريدة في لبنان، حيث تقوم الديموقراطية فيه على التعددية الطائفية والمذهبية التي تحترم حقوق وخصوصيات كل طائفة وحق تمثيلها في وظائف الدولة والحكومة".
وسأل النائب الموسوي عن "كيفية تمويل الحكومة البريطانية لاحزاب المعارضة"، فردت النائبة راسل بالقول: "إن الحكومة تمول هذه الاحزاب على أساس أن الحزب الحاكم يتمتع بصلاحيات واسعة وإمكانات متوافرة في كل المناحي. من هنا، تمول الحكومة الاحزاب المعارضة لتخلق نوعا من التوازن".

المحور الأخير ركز على "إدارة البرلمان ودور الاحزاب ودور الموظفين البرلمانيين في مساندة النواب"، وشارك فيه موظفون كبار من مجلس العموم البريطاني فتحدثوا عن "هيكلية مجلس العموم البريطاني ونظامه الداخلي والعلاقات بين الموظفين والنواب والانظمة التي ترعاها".
كما شارك في هذا المحور النائب شانت جنجنيان فركز على "مصاريف النواب ومخصصاتهم قياسا مع الاعلان عن أملاكه المنقولة وغير المنقولة المعمول بها في لبنان".

وتواصل الندوة غدا يومها الثاني في قاعة الندوات، ويشارك فيها النواب ابراهيم كنعان عن الجانب اللبناني، وكريستين راسل وجون مابيلز عن الجانب البريطاني، وتتركز النقاشات حول: الموازنة العامة والتدقيق البرلماني في مالية الحكومة والأليات المتوافرة لديها من ديوان محاسبة ولجان نيابية والاسئلة والاجوبة ووحدة التدقيق والاشراف على الخطط الضريبية للحكومة والخطط الانفاقية وتقرير النفقات الحكومية، فضلا عن جلسة ستخصص لكبار الموظفين مع اجراء جدول مقارنة بين برلماني لبنان وبريطانيا ومجالات التعاون والتطوير الوظيفي لطاقم الموظفين البرلمانيين.